في البداية أريد أن أوضح للجميع أنني من مناصري الريال, والكلمات التي سأكتبها هي وجهة نظر شخص محايد تابع الكلاسيكو الكبير بين الفريقين قبل يومين.
البرسا أجبرني أن أشجعه بعد مرور 20 دقيقة فقط من بداية المباراة, وحولني إلى عاشق له في الشوط الثاني لما قدمه من كرة قدم ساحرة هي أجمل ما شاهدته منذ متابعتي لعالم كرة القدم قبل 20 عاماً, نعم البرسا أذهلني, البرسا أهان الريال ومدربه, ولا يمكن لأحد عاقل أن ينكر ذلك.
لكن كل ذلك لا يشفع لأحد المعلقين الخليجيين على إحدى القنوات العربية التي نقلت الكلاسيكو أن يتصرف ويعلق كمشجع وليس كمحترف, ولا يجوز له أن ينحاز لمصلحة فريق على الآخر, وعيب عليه أن يستفز جماهير الريال التي تابعت المباراة بالملايين ويستهزئ بمشاعرهم في وقت شعروا فيه بمذلة فريقهم وكذلك بالضعف باعتبار مدى حساسية هذه المباراة بالذات والتعطش إلى فوز غاب عنهم في الأعوام الأخيرة.
نعم يمكن للمعلق أن يمدح البرسا فهو يستحق الإطراء والمديح, ويتغنى بـ11 ساحراً كتلونياً أطربوا كل من شاهدهم, لكنه لا يملك الحق في إعطاء رأيه عن مواقف معينة حدثت في المباراة وجميعها منحازة للبرسا, ولسان المدريديين يقول بالعامية في ذلك الوقت: "نحن مش ناقصينك يا صديقي, اللي فينا كافينا".
وأتمنى من هذا المعلق أن يقرأ هذه المقالة ويراجع نفسه, ويستعرض الأخطاء والهفوات التي جرحت المدريديين:
1. الشوط الأول: ميسي يسقط ويطالب بركلة جزاء وقبلها رونالدو سقط وطالب بركلة جزاء, والمعلق يقول: "آه ركلة جزاء واضحة للبرسا, الصراحة هذه أوضح من ركلة جزاء رونالدو".
أخي المعلق الكريم عليك إدراك أنني كمحايد رأيت أن ركلة جزاء رونالدو أوضح 100 مرة من ركلة جزاء ميسي, فما بالك برأي المدريدي.
2. الشوط الأول: ميسي يسقط من جراء كوع البرتغالي كارفاليو ويتحصل على بطاقة صفراء بسبب التمثيل, والمعلق يقول: "لا يا كارفاليو هذه بطاقة حمراء مستحقة, ما أدري كيف الحكم تغاضى عنها, تصرف غير رياضي من كارفاليو وطرد واضح جداً".
لماذا تغاضيت يا عن البطاقة الصفراء التي تلقاها ميسي بسبب التمثيل ولم تذكر ذلك, وما رأيك أنني كمحايد اعتبرت أن ميسي مثل وبالغ وأن كارفاليو لم يتعمد ضرب ميسي.
3. الشوط الأول: غوارديولا يستفز رونالدو ولا يعطيه الكرة ورنالدو يدفع غوارديولا بيده, والمعلق يقول: "عيب عليك يا رونالدو, هذا سفير ملف قطر, هذا إنسان قمة في الأخلاق, كيف لك أن تفعل ذلك يا رونالدو", وكررها إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية.
ألم تر أيها المعلق القدير أن غوارديولا صاحب الأخلاق العالية التي قلت عنها استفز رونالدو في وقت كان فيه مهزوماً 0-2, لماذا لم تعلق على الجزء الأول من الحادثة وافترضت أن الجميع يؤيدون رأيك بأن رونالدو مخطئ وغوارديولا بريء.
أنا كمحايد لم أتقبل فعل غوارديولا وفي نفس الوقت لم أتقبل ردة فعل رونالدو وكلاهما مخطئ.
4. الشوط الثاني: بيدرو يخرج ويتصافح مع زملائه, والمعلق يقول: "انظر إلى الأخلاق العالية, انظر إلى الروح الرياضية الكبيرة من بيدرو, كأنه منتصر بنتيجة عادية في مباراة عادية, والله الكتالونيون قمة في الأخلاق".
يا له من شيء مضحك, وكأنني كنت جالساً مع شخص هاو في المقهى ويحاول استفزاز المدريدي المهزوم, بالله عليك أين هي الأخلاق التي استنتجتها من جراء تبديل لاعب يخرج ويصافح زملاءه, أين الروح الرياضية في ذلك, هل تريد من بيدرو أن يرقص من الفرح أم ماذا.
5. الشوط الثاني: برشلونة يتناقل الكرة ويمتع الجماهير, والمعلق يقول: "شوف شوف, برشلونة غير مكتفٍ بأربعة أهداف ويحاول تسجيل الخامس", وكررها مئات المرات, وبعد سقوط جيفرين داخل منطقة الجزاء, المعلق يقول: "ما يحتاجون ركلة جزاء, خلاص 4 كفاية ما يدورون لا ركلة جزاء ولا هدف ولا شي".
ما هذا التناقض الواضح, قمة الاستفزاز وقمة في التقليل من حق من يتابعك من المدريديين.
6. الشوط الثاني: غوارديولا يوجه لاعبيه بالتحرك بشكل معين في الملعب, والمعلق يقول: "انظر إلى غوارديولا, ما اكتفى بالأربعة يبغي الخامس والسادس, يقول للاعبيه أن يتقدموا للأمام".
بكل أمانة وصدق هل كانت إشارات غوارديولا للاعبيه أن يتجهوا للأمام, هل شاهدت المباراة بأعين مختلفة غير التي يمتلكها الناس, أنا لم أر أي شيء مما شاهدته أيها المعلق.
7. لاعبو البرسا يشيرون بأيديهم بالخمسة أي أننا تلاعبنا بمدريد وسجلنا خمسة أهداف والمعلق يتجاهل كل ذلك ولا يعلق ولو بكلمة على هذه الإشارات.
هل هذه هي الأخلاق, هل هذه هي الروح الرياضية, أن تستفز خصمك وتشير بيدك "خمسة, خمسة, خمسة", ولمعلوماتك جميع الصحف الأوروبية انتقدت لاعبي البرسا على هذا الفعل وأنت لم تحرك ساكناً.
نعم الأخلاق هي مصافحة بيدرو لزملائه, الأخلاق هي أن يستفز ملك الروح الرياضية غوارديولا , رونالدو ويتمنع عن إعطائه الكرة, وقلة الأدب هي دفع رونالدو لغوارديولا من دون سبب على حد قولك يا صديقي المعلق!.
أدرك تماماً أن محبي البرسا لن يعجبهم هذا المقال, وأنكم ستقفون بصف المعلق لأنكم رأيتم ما رآه هو, لكن جماهير الريال وأنا كمحايد والعديد مثلي استفزتهم آراء المعلق وانحيازه الواضح لبرشلونة.
في النهاية.. على المعلق القدير والقناة العربية الرائدة أن مراجعة الحسابات, فقد كسبتم قلوب ملايين البرشلونيين, لكنكم خسرتهم قلوب أضعافهم من المدريديين, وأما بالحياد ستكسبون قلوب الجميع .