كنت أراهن على لحظة عبقرية لحسم المعركة الثانية في حرب الـ18 يوماً... كنت أراهن على مراوغة خارقة لتفصل بين العدوين اللدودين ريال مدريد وبرشلونة، فجاءت هذه اللحظة من خارج الملعب وبالتحديد من مقاعد البدلاء.
هنا كان الفارق واضحاً لمصلحة النادي الملكي الذي لم يبدع فقط مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو وانما نجح ايضاً في استغلال ما توافر لديه من خيارات بين البدلاء أفضل استغلال، في حين كان واضحاً ان يدي نظيره بيب غوارديولا كانتا مكبلتين، فلم يملك خيارات يكسر بها الروتين الكئيب الذي حل بنجومه والذي ساهمت به خطة مورينيو المحكمة، ولم يملك أوراقاً يبدل بها خطته ويفتح افقاً آخر يغير النتيجة.
الفارق كان واضحاً بين القدرات المادية للناديين في مطلع الموسم، ففريق ضم أفضل نجوم كأس العالم والآخر باع نجماً ليتخلص من اعباء نفقاته وازعاجاته، مثلما كان الفارق واضحاً بين النجوم على مقاعد الاحتياطيين، فبعد موسم مرهق ومتعب وبالوصول الى المراحل الحاسمة كان لا بد من وجود بدلاء اكفاء لا يقلون قدرة وموهبة عن الـ11 في ارض الملعب، فاذا نظرنا الى ما كان يملكه مورينيو على مقاعد الاحتياط خلال المباراة التي رفع في نهايتها الكأس الاول مع النادي الملكي، فسنجد الحارس المخضرم جيرزي دوديك، والمهاجم المعار ايمانويل اديبايور الذي لعب دوراً ايجابيا بمشاركته في الشوط الثاني واعطى الفريق بعدا آخر، اضافة الى النجم البرازيلي كاكا والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة وهداف الفريق غونزالو هيغوين الذي لم يحتاج مورينيو الى خدماتهم، اضافة الى ايستيبان غرانيرو وغاراي الذي استدعاهما مورينيو لكسب الوقت وتعزيز دفاعه... لكن في المقابل ماذا كان لدى غواردويلا من خيارات؟
أنا على يقين انه لو أشرك غوارديولا خياره الاول من اللاعبين الـ11 في كل مباراة لعبها فانه سيستمر في احتكار البطولات المحلية والاوروبية والعالمية، ولن يتعرض لأي خسارة طيلة الموسم، لكن للأسف ما يملكه من لاعبين بشر ومعرضون للارهاق والاصابات والعقوبات وحتى هبوط المستوى، فماذا كان يملك من خيارات خلال تلك المباراة؟
جلس على مقاعد الاحتياط الحارس الاول فيكتور فالديز، على اعتبار ان خوسيه بينتو لا يقل عنه قدرة وكفاءة وآثر المدرب مكافأته بهذه المباراة، اضافة الى مواهب بقدرات دفاعية اكثر منها هجومية، مثل سيدو كيتا وغابرييل ميليتو وماكسويل، وحتى اصحاب العقليات الهجومية ليس بكفاءة الاساسيين، فلم يلعب الصاعد تياغو الكانترا، في حين شارك لاعب الوسط ابراهيم افيلاي مكان المهاجم الاول ديفيد فيا، وطبعاً أغرب الامور وجود كارليس بويول المصاب بين الاحتياطيين، والذي اضطر غواردويلا الى اشراك لاعب الارتكاز خافيير ماسكيرانو مكانه في قلب الدفاع لمحدودية خياراته وعدم كفاءة بقية المدافعين.
الغريب ان برشلونة خسر هذا الموسم 5 مباريات، وفي كل هذه الخسارات غاب عنها القائد بويول، لكن هل لو غاب كارافاليو او بيبي لعانى الريال مثل البارسا؟ وهل لو ما زال يملك البارسا زلاتان ابراهيموفيتش لكان منحه خيارا هجومياً آخر وبعدا مختلفاًً في ظروف مثل هذه المباراة؟
اعتقد ان الفارق كان واضحاً في ليلة أبدعت فيه مقاعد احتياط الريال بدءاً من المدرب ومروراً بكل النجوم الذين لا يقلون موهبة وكفاءة عن زملائهم الأساسيين، وهذا ما لا نستطيع قوله عن البارسا، الذي سيشحن طاقة نجومه الاساسيين أنفسهم في الحربين القادمتين.