منذ نالت قطر شرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، ودخل محمد بن همام معركة رئاسة ألفيفا، وانقلبت كل الموازين والمفاهيم، طفت إلى السطح في وسائل الإعلام الغربية خاصة اتهامات مباشرة وغير مباشرة للعرب بممارسة الرشوة، واتهامات أخرى لأعضاء اللجنة التنفيذية من إفريقيا وأمريكا اللاتينية بتلقي رشاوى من أجل منح أصواتهم لملف قطر وللمرشح العربي بن همام، فظهر الأوروبي مجددا في صورة الرجل النزيه والنظيف، والعربي في صورة الفاسد الراشي، وابن العالم الثالث في ثوب المرتشي، وهي الأمور الأكثر خطورة من تنظيم كأس العالم أو رئاسة ألفيفا لأنه يمس مشاعر الملايين من البشر في العالم العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وينم عن حقد وعنصرية واحتقار لكل من هو صغير وطموح يريد أن يكبر ويحقق طموحاته.
يحدث هذا الكلام في وقت يشتد فيه التنافس على منصب رئاسة ألفيفا بين بن همام وبلاتر، وفي وقت تنقسم الأسرة الكروية بين الرجلين، وفي ظرف شعر فيه بلاتر باهتزاز عرشه، وأبدت الاتحادات الأوروبية إحساسها بالخطر وعدم تقبلها بأن يرأس ألفيفا رجل من عرق أخر وديانة مختلفة عن جنسهم وديانتهم.
الأمور وصلت إلى درجة الابتزاز والتخويف والتخوين للرجل في محاولة للابتزاز والتأثير على أعضاء الجمعية العمومية للفيفا والرأي العام العالمي من خلال التهديد بفتح ملف اتهامات الرشوة التي أثارها بعض الإعلاميين في كتاباتهم وبرامجهم الإذاعية والتلفزيونية دون دليل، فراحوا يشككون في النوايا وفي التصويت على مونديال 2022 والانتخابات المقبلة لرئاسة ألفيفا.
الأميركيون والأوربيون ومن يسيرون في فلكهم مارسوا عبر التاريخ كل أنواع الجرائم والخبائث والخداع والظلم السياسي والاجتماعي والثقافي والعسكري وحتى الرياضي، وها هم يتفننون في إلصاق تهم الفساد والرشوة بالآخرين وكأن وطنها وموطنها الخليج الذي يريده الغرب برميلا من النفط يصب عندهم وفي مصلحتهم دون أن يكون له الحق في تنظيم كأس العالم ورئاسة ألفيفا، أو حتى إدارة شؤونه بنفسه وكأننا ما زلنا نعيش زمن الوصاية والانتداب أو الاستعمار.